"برشا".. طفلة تروي معاناة الملايين في بنغلاديش بدون "مياه نظيفة"
"برشا".. طفلة تروي معاناة الملايين في بنغلاديش بدون "مياه نظيفة"
عندما اندفعت مياه الفيضانات إلى داخل القرى، اضطرت "برشا" البالغة من العمر 10 سنوات وعائلتها إلى الإسراع إلى ملجأ تاركين وراءهم كل شيء.
وفر المأوى الضيق في غوينغات في سيلهيت، وهي واحدة من أكثر المناطق تضررا، فترة راحة من ارتفاع المياه، ولكن مع عدم وجود آبار أنبوبية أو صنابير قريبة، كان على "برشا" أن تبقى بدون مياه شرب نظيفة لعدة أيام.
تقول ابنة العشر سنوات: "لقد كان من الصعب حقًا بالنسبة لي ولعائلتي الحصول على مياه الشرب منذ اندفاع مياه الفيضانات ووصلنا إلى الملجأ"، وبعد أن تلقت أقراص تنقية المياه التي قدمتها لهم "اليونيسف"، تقول "برشا": "الآن يمكننا أخيرًا تناول الماء، إنها أول مياه نظيفة حصلت عليها منذ أيام!".
وتُعد "برشا" من بين 3.5 مليون طفل تعطلت حياتهم بسبب الفيضانات في شمال شرق بنغلاديش، حيث تسببت مياه الفيضانات في المناطق المتضررة في إلحاق أضرار جسيمة بما يقرب من 45 ألف نقطة مياه و50 ألفا من مرافق الصرف الصحي، مما ترك العائلات التي تأوي دون الوصول إلى المياه النظيفة أو المراحيض.
هذا بالإضافة إلى نقص الغذاء، وزيادة خطر الغرق، والانفصال عن الأسرة والعنف، كما يتعرض الأطفال لخطر متزايد من الأمراض المنقولة بالمياه.
تشعر الأمهات بالقلق، حيث يصاب المزيد من الأطفال بالأمراض بسبب نقص المياه النظيفة، تقول إحدى الأمهات: "لم يكن لدينا ماء نظيف منذ أيام، مرض أطفالي في الملجأ وهم يشربون المياه القذرة".
مثل "برشا"، اضطرت "بانا" البالغة من العمر 12 عامًا إلى مغادرة منزلها في جينتابور، سيلهيت إلى مأوى مكتظ.
تقول "بانا": "هناك الكثير من العائلات التي تعيش معًا في الملجأ لدرجة أنني لا أستطيع استخدام المرحاض، إنه متسخ دائما، ومع وجود الكثير من الناس حولي، لا أشعر بالراحة للذهاب إليه".
بدلاً من ذلك، كانت تسافر طوال الطريق إلى منزلها المغمور على بعد أميال من ملجأها، فقط لاستخدام المرحاض، بالنسبة لـ"بانا"، فإن الخوض في مياه الفيضانات الملوثة كل يوم يعني زيادة خطر الإصابة بالأمراض والغرق والانفصال عن أسرتها.
وحدثت الفيضانات في وقت كان الناس في المنطقة لا يزالون يتعافون من الفيضانات التي اجتاحت الشهر الماضي، حيث جرفت المياه المنازل وغمرت الأراضي الزراعية وتعطلت إمدادات الطاقة.
وأُجبرت العائلات على البحث عن أماكن مرتفعة في أي لحظة، تاركين وراءهم ممتلكاتهم، حيث تم إجلاء أكثر من 400 ألف شخص إلى مراكز الأمان بدعم من الجيش.
وتضررت آلاف المدارس وأغلقت الآن، مما زاد من تعطيل تعليم ملايين الأطفال الذين فاتهم التعلم بسبب إغلاق المدارس أثناء الوباء.
ومنذ أن بدأت الفيضانات، قدمت اليونيسف أكثر من مليون قرص لتنقية المياه، وآلافا من حاويات المياه، ومستلزمات الكرامة والنظافة، والحليب العلاجي للأسر المتضررة.
ولحماية الأطفال، الذين هم أكثر عرضة لسوء المعاملة والعنف والغرق والانفصال، تعمل اليونيسف مع الحكومة لنشر رسائل الوقاية بين المجتمعات.
تقول "اليونيسف" رغم انحسار المياه لكن تأثير الفيضان ستشعر به العائلات المتضررة لبعض الوقت في المستقبل، وستظل الحاجة إلى المياه النظيفة والصرف الصحي مرتفعة، حيث تكافح المرافق الصحية، التي تضرر الكثير منها بسبب المياه، من أجل تقديم الخدمات ومنع تفشي الأمراض الخطيرة.
وتحتاج إمدادات المياه والمراحيض والمنازل والمدارس والمستشفيات المتضررة إلى إعادة بناء وإصلاح، في غضون ذلك، تحتاج العائلات التي فقدت كل شيء في الفيضانات إلى تأمين الغذاء والمياه النظيفة والمراحيض والمأوى.
ولا يزال الأطفال هم الأكثر ضعفا، ويجب ضمان حمايتهم، سواء من العنف أو الغرق أو المرض، لا ينبغي أن يواجه أي طفل ما يواجهه أطفال مثل برشا وبانا اليوم.
وتسعى اليونيسف بشكل عاجل للحصول على 45.7 مليون دولار أمريكي لدعم استجابة الحكومة للطوارئ والوصول إلى السكان المتضررين، من خلال التدخلات الفورية ومتوسطة الأجل.